القائمة الرئيسية

الصفحات

المالك والمستأجر| مهزلة الحب ادرك نفسك جيدا قبل فوات الأوان

مهزلة الحب ا|  المالك والمستأجر ادرك نفسك جيدا قبل فوات الأوان
المالك والمستأجر|  مهزلة الحب ادرك نفسك جيدا قبل فوات الأوان

المالك والمستأجر|  مهزلة الحب ادرك نفسك جيدا قبل فوات الأوان




"المالك والمستأجر" لو سألتم عن الحب أهو حاضر وكيف نعثر عليه؟ لقلت لكم نعم هو حاضر، غير أنه قليل وجوده, وهو ثمرة تفوق إلهي وليس ثمرة اجتهاد شخصي، وشرط حدوثه أن تكون النفوس خيرة أصلا، جميلة أصلا! والجمال النفسي والخير هما المشكاة التي يطلع منها ذلك الحب. مصطفى محمود

هل نحن من نطرق باب الحب ؟ أم الحب هو من يطرق بابنا ؟ وإن كنا نحن من طرقنا بابه فهل هو مخلصا بما يكفى لكى يظل معنا ؟ وهل الحب استسلام للمشاعر والقلوب ام هو ابتلاء غفلت عنه العقول ؟ وهل نتبعه بقلوبنا ام بعقولنا ؟ يذكر أن في لحظات الفؤاد ليس للعقل أن يتدخل، اذاً فنحن من سلمنا له مفاتيح قلوبنا ووضعنا على عقولنا أقفال، وتركنا مفاتيحها ضِمن الحب لكى يتلاعب بنا كيف يشاء يتأرجح بنا يمينا ويسار، ولو كان الموضوع كذلك فنحن من ظلمنا أنفسنا لأننا سلمنا قلوبنا في أيدٍ أٌناس مستأجرين وليس مالكين، ومن هنا تبدأ الرواية ( المالك والمستأجر).

"المالك والمستأجر" حقيقة قبل أن اخوض في تمثيل تلك الرواية معكم احترت ما بين أن أجسد المالك في شخصية الفتاه [ البنت] وما بين شخصية الفتي [ الولد ] وبعد تفكير وجدت أن باستمرار ما يكون من وقع في حقه الجرم هي الفتاة وليس الغلام، لهذا وضعت الفتاة في شخصية المالك والصبي في شخصية المستأجر، ووجدت ايضا أن المستأجر هو طول الوقت ما يفتش عن المالك لكى يستأجر منه المقر، المقر يدعى بالفؤاد وتكلفة الايجار هو الحب.

في يومياً نعيشه نجد أن اكثر الناس لديها المتاجر تفتش عن قوم مستأجرين وليس مالكين، يودون أن يحصدوا اموال غنيمة من خلف المستأجر وفى نفس الزمان الدكان في قائمة التمليك عندهم، تجد ذلك الحدث في نفس مخيلة البنت بالتحديد تبحر في احلام اليقظة لتبحث عن مستأجرها الاول وهو الصبي في كل مرة ترسم له شكلا مختلفا عن الذى قبله، كحال المالك حينما يود أن يكمل المحل يفكر بكثرة قبل أن يتخذ القرار ما بين أن يتركه هكذا من غير إنهاء أم يشطبه بشخصه ويزود على المستأجر الايجار، ونقيس على ذاك لدى الفتاة نجدها في نفس المخيلة تفكر ما بين أن تدخُل محاولة الحب والدفع بقلبها باتجاه المستأجر، أم انها تستمر هكذا وتنتظر المالك الذى يطرق بابها.

ماذا تفعل البنت حائرة ما بين أن تدفع بقلبها الى المستأجر، وما بين أن تحصن فؤادها وتحفظه للمالك، غير أن فؤادها الواهن لا يحمل على عاتقه تلك المأساة، تنظر الى المستأجرين تجدهم عديدٌ ما هم حولها وتنظر الى المالكين تجدهم قليلٌ ما هم وليس في حوزتهم النقود الكافية لأجل أن يحصل اي واحد من ضمنهم على فؤادها ويأخذه الى المنزل التي حلمت به بكثرةً ان تقيم فيه وتقيم تحت راية الحب النظيفة الصافية التي تخلو من العبث ومن اللعب، حياة بنفوس صافية راضية تحمل كل منهما الأخر.

غير أن من أين لها ذاك! وعلى حين غفلة من أمرها رأت مستأجر يغازل فؤادها فظنت أنه هو المالك وقررت أن تدخُل برفقته مسعى الحب على أمل أن يقطن فؤادها في يوم، دفعت البنت بقلبها باتجاه المستأجر ليسكن فيه بالإيجار لسنين معدودة، وفى يوم من الأيام وهي تَعد للمسكن الذى سيجمعهم معنا ليعيشوا كل حلم رسموه في عقولهم، وجدت ذاتها ملتفة بسلسلة من المفاتيح حول نحْرها [ الذكريات ] وطبقة صوت خافتة تهمس في أذنها سيدتي لقد كنت مستأجراَ وليس مالكا، سيدتي لا يبقى برفقتي ما يمنحني ما بداخلك، لقد فكرت بكثرةَ أن أسكن قلبك مالكا غير أن....! وقفت الفتاة والدموع تنهار من أعيُنها كالسيل اذ تجد في مواجهتها الغلام يغلق باب المتجر الذى واصل أعوام مستأجره .

وحط المستأجر الأقفال على الباب، وذهب الى المالك ليضع في أيده المفاتيح ينظر المالك الى المستأجر لا يمكنه أن يوقفه حتى ولو للحظات ضئيلة لأن المالك يعرف جيداً أنه مستأجر وممكن أن يخرج بأي توقيت، غير أن جهل المالك تلك الحقيقة ظاناً أنه سيتواصل بصحبته لا محالة، وأنه لا يمكن له العيش من دون ذلك المقر حتى لو تطلب الشأن أن يدع له المال الذى يدفعه له شهرياً.

وحتى إن ترك له الملكية فهذا لم يُعدِل شيء، لأن المستأجر ادرك أن الضياع الحقيقية في صميم المقر وليس في المال الذى عليه أن يدفعه، المكان لا يعمل ليس عليه إقبال ولا واحد  يشترى منه سوى بسيط، مع انه في مطلع عمله رأي العدد الكبير من الإقبال عليه، لأنه مستديمًا ما تكون البدايات في أي صلة عصرية مملوئة بالحماس والتوق إلى معرفة شيء حديث علينا وممتلئة بالرغبة في أن نصبح برفقته خلال الزمان والتمتع بالرومانسية والأحاسيس الجياشة. غير أن ماذا حتى الآن ..!

متى ما لا نجد الحب .. و متى ما لا نجد الصداقة .. فليس معنى ذاك أنه لا يبقى الحب و لا تبقى الصداقة .. و إنما معنى ذلك أننا لم نجد الرجل الناضج .. و لم نجد المرأة الناضجة حتى الآن .. و القلوب الجسيمة ضئيلة .. نادرة مثل جميع الأشياء قليل وجوده .. و القلوب الضئيلة متواجدة بكثرة النمل
author-img
ايمن مصطفى 40 سنة مدون عربي مصري مجرد انسان بسيط .. لكني حين أحلم ، أؤمن أن الحلم لم يخلق عبثآ ، و أؤمن أن الحلم يبحث عن طريق للنجاة ومنفذ ليتحول إلى واقع أؤمن ان الكلمة .. تغير الكثير ، و أن الثقة بالنفس .. أساس السعادة

تعليقات